king_ss مشرف منتدى القصص والروايات
عدد الرسائل : 65 العمر : 37 تاريخ التسجيل : 31/03/2008
| موضوع: حارب لأجل الحب ومات بسهامه الثلاثاء أبريل 22, 2008 1:17 am | |
| حاربا لأجل الحب وماتا بسهامه
منذ زمن بعيد عاش الفقراء والأغنياء معاً،في بلد واحد وأرض واحدة ولكن العادات والتقاليد لم تكن واحدة،بل
كان هناك فرق شاسع بين الحياة التي عاشها الأغنياء وحياة الفقراء،فقد امتلك الأغنياء المال،
والقصور،والأراضي الواسعة،بينما لم يمتلك الفقراء شيئاً،بل حتى أنهم لم يكونوا يملكون الحياة،فكان يمكن
لأي غني أن يقتل فقيراً ولو بدون سبب،ولا يحاسب على ذلك،ولقد كانت تستباح نسائهم،أو يأخذن للعمل في
منازل الأثرياء،أما الرجال فقد كانوا يوظَفون في المزارع والأعمال الشاقة،بينما يعمل الأطفال في تنظيف
المداخن أو بيع الخضار.
هكذا عاش الفقراء فقط لخدمة الأغنياء حتى أن بعضهم كانوا يعملون دون دفع أجور لهم أو طعام،أما الأغنياء
فكل منزل منهم كان يزخر بالمال،والطعام،والملابس الفاخرة،فقد كانت المدينة كلها للأغنياء، أما الفقراء فقد
حفروا لهم خندقاً تحت الأرض ليعيشوا فيه،وقد كان هناك حرس أشداء يطبقون هذه القوانين،فإذا سمعوا بأن
أحد الفقراء أعجب بفتاة من أسرة ثرية،يؤخذ ويعدم على الفور،ولم يكن يحق للفقراء بدخول مدينة الأغنياء إلا
بتصريح من صاحب العمل الذي يريده.
ورغم كل تلك القوانين،والقواعد الصارمة إلا أن هناك صبي ولد ليكسر هذه القوانين،وهو صبي عاش في ذلك
الخندق،وفي ما يمكن أن يسمى بشبه كوخ،وكان يدعى لوسيان،وقد بلغ من العمر السابعة عشرة،وقد كان
لوسيان يعيش مع جدته العجوز بعد أن قُتل والداه على يد أحد الأثرياء،حينما أعجب الثري بـ صوفي وهي أم
لوسيان،وعرض عليها الزواج منه،ولكنها رفضته،وتزوجت من فقير مثلها،وهو والد لوسيان،وكان يدعى
براد،فغضب الثري جداً،وأحرق بهما المنزل بينما هم نيام،ولم يستطيعا النجاة،غير أن الجدة والتي كانت
تسكن في الطابق العلوي قد أنقذت حياة حفيدها لوسيان من لهب النيران،وفرت من النافذة.
وهكذا عاش لوسيان وحيداً مع جدته في كوخ مهجور،وقد أتت عليه عوامل الزمن فأكلت نصفه،واحتمى
لوسيان وجدته بالنصف الآخر،وكانا يأكلان طعامهم مما تنتجه الأرض،ومما يجدانه مرمياً من بقايا الطعام الذي
خلفه الأغنياء،فكان الأغنياء إذا ما أنهوا طعامهم رموا بمخلفاته لخندق الفقراء كطعام لهم،ورغم كل ذلك
العذاب النفسي والجسدي،إلا أن الابتسامة لم تفارق وجه لوسيان قط،فكانت هذه الابتسامة هي ما تمد جدته
بالطاقة لتبقيها على قيد الحياة،وقد كان لوسيان فتى نشيطاً،وقوياً رغم نحل جسده،فكان دائم اللهو
والمرح،وسيم الملامح،عيناه رماديتان كالرصاص،وشعره أسود ناعم،
كثير الضحك،حلو الحديث،لطيف المعشر،وبالإضافة إلى ذلك فقد كان رقيقاً خجولاً،إلا أن لكل إنسان عيوب
وحسنات،فقد كان أكثر ما يخيف جدته عليه هو تهوره وطيشه،وعندما بلغ لوسيان الثامنة عشرة، حالفه الحظ
فوجد عملاً في مزرعة لأحد الأغنياء،فكان يذهب إليها كل صباح للعمل بها،وقطف المحصول،وسقاية
الزرع،وقد كان يحصل على خمس جنيهات يومياً،ويستطيع بها شراء الطعام له ولجدته.
فما كان لوسيان يُرى إلا وهو ذاهب إلى المزرعة أوعائد منها،لكن حدث له شيءٌ ما جعله يتأخر في المزرعة
ذلك اليوم،فبينما هو يعمل إذ حضر صاحب المزرعة كالعادة للإشراف عليهاولكنه لم يحضر .والجزء الثاني بموضوع جاي أنشاء الله ولكم مني تحيه حب ردود نبي ردود ياشباب | |
|